الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين  إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون  

ومكروا ومكر الله ، وذلك أن كفار بني إسرائيل عمدوا إلى رجل، فجعلوه رقيبا على عيسى ليقتلوه، فجعل الله شبه عيسى على الرقيب، فأخذوا الرقيب فقتلوه وصلبوه، وظنوا أنه عيسى، ورفع الله عز وجل عيسى إلى سماء الدنيا من بيت المقدس ليلة القدر في رمضان، فذلك قوله سبحانه: ومكروا بعيسى ليقتلوه، يعني اليهود، ومكر الله بهم حين قتل رقيبهم وصاحبهم، والله خير الماكرين ، يعني أفضل مكرا منهم.

إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ، فيها تقديم، يقول: رافعك إلي من الدنيا، ومتوفيك حين تنزل من السماء على عهد الدجال، يقول: إني رافعك إلي الآن ومتوفيك بعد قتل الدجال، يقول: رافعك إلي في السماء، ومطهرك من الذين كفروا ، يعني اليهود وغيرهم، وجاعل الذين اتبعوك على دينك يا عيسى، وهو الإسلام، فوق الذين كفروا ، يعني اليهود وغيرهم، وأهل دين عيسى هم المسلمون فوق الأديان كلها إلى يوم القيامة ثم إلي مرجعكم في الآخرة فأحكم ، يعني فأقضي بينكم ، يعني بين المسلمين وأهل الأديان فيما كنتم فيه من الدين تختلفون ، وهو الإسلام، فأسلمت طائفة وكفرت طائفة.

التالي السابق


الخدمات العلمية