وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين
ثم رغبهم، فقال سبحانه: وسارعوا بالأعمال الصالحة إلى مغفرة لذنوبكم من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض ، يقول: عرض الجنة كعرض سبع سماوات وسبع أرضين جميعا لو ألصق بعضها إلى بعض، أعدت للمتقين ، ثم نعتهم، فقال: الذين ينفقون في السراء والضراء ، يعني في اليسر والعسر، وفي الرخاء والشدة، والكاظمين الغيظ ، وهو الرجل يغضب في أمر، فإذا فعله وقع في معصية، فيكظم الغيظ ويغفر، فذلك قوله: والعافين عن الناس ، ومن يفعل هذا فقد أحسن، فذلك قوله: والله يحب المحسنين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إني أرى هؤلاء في أمتي قليلا، وكانوا أكثر في الأمم الخالية ".