الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين  وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين  

وما كان لنفس أن تموت ، يعني أن تقتل، إلا بإذن الله حتى يأذن الله في موته، كتابا مؤجلا في اللوح المحفوظ، ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ، يعني الذين تركوا المركز يوم أحد وطلبوا الغنيمة، وقال سبحانه: ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها ، الذين ثبتوا مع أميرهم عبد الله بن جبير الأنصاري من بني عمرو حتى قتلوا، وسنجزي الشاكرين ، يعني الموحدين في الآخرة.

ثم أخبر بما لقيت الأنبياء والمؤمنون قبلهم يعزيهم ليصبروا، فقال سبحانه: وكأين من نبي ، وكم من نبي قاتل معه قبل محمد ربيون كثير ، يعني الجمع الكثير، فما وهنوا ، يعني فما عجزوا لما نزل بهم من قبل أنبيائهم وأنفسهم، لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا ، يعني خضعوا لعدوهم، وما استكانوا ، يعني وما استسلموا، يعني الخضوع لعدوهم بعد قتل نبيهم، فصبروا والله يحب الصابرين .

التالي السابق


الخدمات العلمية