الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين  ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين  

سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب ، فانهزموا إلى مكة من غير شيء، بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا ، يعني ما لم ينزل به كتابا فيه حجة لهم بالشرك، ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين ، يعني مأوى المشركين النار، ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه ، يعني تقتلونهم بإذنه يوم أحد، ولكم النصر عليهم، حتى إذا فشلتم ، يعني ضعفتم عن ترك المركز، وتنازعتم في الأمر وعصيتم كان تنازعهم أنه قال بعضهم: ننطلق فنصيب الغنائم، وقال بعضهم: لا نبرح المركز كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، من بعد ما أراكم ما تحبون من النصر على عدوكم، فقتل أصحاب الألوية من المشركين، منكم من يريد الدنيا الذين طلبوا الغنيمة، ومنكم من يريد الآخرة [ ص: 197 ] الذين ثبتوا في المركز حتى قتلوا، ثم صرفكم عنهم من بعد أن أظفركم عليهم ليبتليكم بالقتل والهزيمة، ولقد عفا عنكم حيث لم تقتلوا جميعا عقوبة بمعصيتكم، والله ذو فضل في عقوبته على المؤمنين ، حيث لم يقتلوا جميعا.

التالي السابق


الخدمات العلمية