فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون
آدم، وهبط إبليس قبل فتلقى آدم من ربه كلمات يعني بالكلمات أن قال: رب، أكان هذا شيء كنت قدرته علي قبل أن تخلقني، فسبق لي به الكتاب أني عامله، وسبقت لي منك الرحمة حين خلقتني؟ قال: نعم يا بعدما هبط إلى الأرض يوم الجمعة، آدم، قال: يا رب، خلقتني بيدك، فسويتني ونفخت من روحك، فعطست فحمدتك، فدعوت لي برحمتك، فسبقت رحمتك إلي غضبك؟ قال: نعم يا آدم، قال: أخرجتني من الجنة، وأنزلتني إلى الأرض يا رب، إن تبت وأصلحت ترجعني إلى الجنة؟ قال الله عز وجل له: نعم يا آدم، فتاب آدم وحواء يوم الجمعة، فعند ذلك قالا: ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين فتاب الله عز وجل عليه يوم الجمعة، إنه هو التواب الرحيم لخلقه، قلنا اهبطوا منها جميعا ، يعني من الجنة جميعا، آدم، وحواء، وإبليس، فأوحى الله إليهم بعدما هبطوا، فإما يأتينكم ، يعني ذرية آدم، فإن يأتيكم يا ذرية آدم مني هدى ، يعني رسولا وكتابا فيه البيان، ثم أخبر بمستقر من اتبع الهدى في الآخرة، قال سبحانه: فمن تبع هداي ، يعني رسولي وكتابي، فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون من الموت.