إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم إن الله كان على كل شيء شهيدا
ثم قال سبحانه: إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه من أول هذه السورة إلى هذه الآية، نكفر عنكم سيئاتكم ، يعني ذنوب ما بين الحدين، وندخلكم مدخلا كريما ، يعني حسنا، وهي الجنة لما نزلت للذكر مثل حظ الأنثيين ، قالت النساء: لم هذا؟ نحن أحق أن يكون لنا سهمان ولهم سهم ; لأنا ضعاف الكسب والرجال أقوى على التجارة والطلب والمعيشة منا، فإذا لم يفعل الله ذلك بنا، فإنا نرجو أن يكون الوزر على نحو ذلك علينا وعليهم، فأنزل الله في قولهم: كنا نحن أحوج إلى سهمين، قوله سبحانه: ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ، يقول: فضل الرجال على النساء في الميراث، ونزل في قولهن: نرجو أن يكون الوزر على نحو ذلك: للرجال نصيب ، يعني حظا مما اكتسبوا من الإثم، وللنساء نصيب ، يعني حظا مما اكتسبن من الإثم، واسألوا الله من فضله ، يعني الرجال والنساء، إن الله كان بكل شيء من قسمة الميراث عليما . به ولكل جعلنا موالي ، يعني العصبة بني العم والقربى، مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم ، [ ص: 227 ] كان الرجل يرغب في الرجل، فيحالفه ويعاقده على أن يكون معه وله من ميراثه كبعض ولده، فلما نزلت هذه الآية آية المواريث، ولم يذكر أهل العقد، فأنزل الله عز وجل: والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم ، يقول: أعطوهم الذي سميتم لهم من الميراث، إن الله كان على كل شيء من أعمالكم شهيدا إن أعطيتم نصيبهم أو لم تعطوهم، فلم يأخذ هذا الرجل شيئا حتى نزلت: وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض ، فنسخت هذه الآية: والذين عقدت أيمانكم .