الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما  فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا  يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا  

[ ص: 230 ] إن الله لا يظلم مثقال ذرة ، يعني لا ينقص وزن أصغر من الذرة من أموالهم، وإن تك حسنة واحدة يضاعفها حسنات كثيرة، فلا أحد أشكر من الله عز وجل، ويؤت من لدنه أجرا عظيما ، يقول: ويعطي من عنده في الآخرة جزاء كثيرا، وهي الجنة، ثم خوفهم، فقال تعالى: فكيف بهم إذا جئنا من كل أمة بشهيد ، يعني نبيهم، وهو شاهد عليهم بتبليغ الرسالة إليهم من ربهم، وجئنا بك يا محمد على هؤلاء شهيدا ، يعني كفار أمة محمد صلى الله عليه وسلم بتبليغ الرسالة.

ثم أخبر عن كفار أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه: يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ، وذلك بأنهم قالوا في الآخرة: والله ربنا ما كنا مشركين، فشهدت عليهم الجوارح بما كتمت ألسنتهم من الشرك، فودوا عند ذلك أن الأرض انشقت فدخلوا فيها فاستوت عليهم، ولا يكتمون الله حديثا ، يعني الجوارح حين شهدت عليهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية