الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل  والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا  

ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا ، يعني حظا، ألم تر إلى فعل الذين أعطوا نصيبا، يعني حظا من الكتاب ، يعني التوراة، يشترون ، يعني يختارون، وهم اليهود، منهم إصبغ ، ورافع ابنا حريملة ، وهما من أحبار اليهود يشترون الضلالة ، يعني باعوا إيمانا بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث، بتكذيب بمحمد صلى الله عليه وسلم بعد بعثته، ويريدون أن تضلوا السبيل ، يعني أن تخطئوا قصد طريق الهدى كما أخطأوا الهدى، نزلت في عبد الله بن أبي ، ومالك بن دخشم ، حين دعوهما إلى دين اليهودية وعيروهما بالإسلام وزهدوهما فيه، وفيهما نزلت: والله أعلم بأعدائكم ، يعني بعداوتهم إياكم، يعني [ ص: 232 ] اليهود، وكفى بالله وليا ، فلا ولي أفضل من الله عز وجل، وكفى بالله نصيرا ، فلا ناصر أفضل من الله جل ذكره.

وفيهما نزلت: يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم ، نزلت في عبد الله بن أبي ، ومالك بن دخشم ، وفي بني حريملة.  

التالي السابق


الخدمات العلمية