الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون  واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين  الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون  

أتأمرون الناس بالبر ، وذلك أن اليهود قالوا لبعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: إن محمدا حق فاتبعوه ترشدوا، فقال الله عز وجل لليهود: وتنسون أنفسكم ، يعني أصحاب محمد، وتنسون أنفسكم ، يقول: وتتركون أنفسكم فلا تتبعوه، وأنتم تتلون الكتاب ، يعني التوراة فيها بيان أمر محمد ونعته، أفلا تعقلون أنتم فتتبعونه.

ثم قال: واستعينوا على طلب الآخرة بالصبر على الفرائض، والصلاة الخمس حافظوا عليها في مواقيتها، وإنها لكبيرة ، يعني حين صرفت القبلة عن بيت المقدس إلى الكعبة، فكبر ذلك على اليهود منهم، جدي بن أخطب ، [ ص: 46 ] وسعيد بن عمرو الشاعر وغيرهم، ثم استثنى، فقال: إلا على الخاشعين ، يعني إلا على المتواضعين من المؤمنين، لم يكبر عليهم تحويل القبلة،  ثم نعت الخاشعين، فقال: الذين يظنون يعني يعلمون يقينا أنهم ملاقو ربهم ، يعني في الآخرة، وأنهم إليه راجعون فيجزيهم بأعمالهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية