أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الذين يظنون أنهم ملاقو ربهم وأنهم إليه راجعون
أتأمرون الناس بالبر ، وذلك أن اليهود قالوا لبعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: إن محمدا حق فاتبعوه ترشدوا، فقال الله عز وجل لليهود: وتنسون أنفسكم ، يعني أصحاب محمد، وتنسون أنفسكم ، يقول: وتتركون أنفسكم فلا تتبعوه، وأنتم تتلون الكتاب ، يعني التوراة فيها بيان أمر محمد ونعته، أفلا تعقلون أنتم فتتبعونه.
ثم قال: واستعينوا على طلب الآخرة بالصبر على الفرائض، والصلاة الخمس حافظوا عليها في مواقيتها، وإنها لكبيرة ، يعني حين صرفت القبلة عن بيت المقدس إلى الكعبة، فكبر ذلك على اليهود منهم، جدي بن أخطب ، [ ص: 46 ] وسعيد بن عمرو الشاعر وغيرهم، ثم استثنى، فقال: إلا على الخاشعين ، يعني إلا على المتواضعين من المؤمنين، لم يكبر عليهم ثم نعت الخاشعين، فقال: تحويل القبلة، الذين يظنون يعني يعلمون يقينا أنهم ملاقو ربهم ، يعني في الآخرة، وأنهم إليه راجعون فيجزيهم بأعمالهم.