الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون  وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم  ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين  وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين  وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين  ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون  أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين  أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين  

فرد عليه قومه، فقال: الذين آمنوا برب واحد، ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ، يعني ولم يخلطوا تصديقهم بشرك، فلم يعبدوا غيره، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون من الضلالة، فأقروا بقول إبراهيم، وفلح عليهم، فذلك قوله: وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم في أمره عليم بخلقه.

[ ص: 358 ] ثم قال: ووهبنا له ، يعني إبراهيم، إسحاق ويعقوب كلا هدينا للإيمان، ونوحا هدينا إلى الإسلام من قبل إبراهيم، ومن ذريته ، يعني من ذرية نوح، داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك ، يعني هكذا، نجزي المحسنين ، يعني هؤلاء الذين ذكرهم الله، وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين ، وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا بالنبوة من الجن والإنس على العالمين .

ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم ، يعني واستخلصناهم بالنبوة، وهديناهم إلى صراط مستقيم ، يعني الإسلام، ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ، يعني ثمانية عشر نبيا، من عباده ، فيعطيه النبوة، ولو أشركوا بالله، لحبط عنهم ما كانوا يعملون .

ثم ذكر ما أعطى النبيين، فقال: أولئك الذين آتيناهم الكتاب ، يعني أعطيناهم الكتاب، يعني كتاب إبراهيم، والتوراة، والزبور، والإنجيل، والحكم ، يعني العلم والفهم، والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء من أهل مكة بما أعطى الله النبيين من الكتب، فقد وكلنا بها ، يعني بالكتب، قوما ليسوا بها بكافرين ، يعني أهل المدينة من الأنصار.

ثم ذكر النبيين الثمانية عشر، فقال: أولئك الذين هدى الله لدينه، فبهداهم اقتده ، يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: فبسنتهم اقتد، قل لا أسألكم عليه ، يعني على الإيمان بالقرآن، أجرا ، يعني جميلا، إن هو ، يعني ما القرآن إلا ذكرى ، يعني تذكرة للعالمين .

التالي السابق


الخدمات العلمية