الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين  

وإذ قال موسى لقومه يا بني إسرائيل، إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة بأرض مصر قبل الغرق، وذلك أن أخوين كانا في بني إسرائيل، فقتلا ابن عم لهما ليلا بمصر ليرثاه، ثم حملاه فألقياه بين القريتين. قال: حدثنا عبيد الله ، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الهذيل ، عن مقاتل ، عن أبي مليكة ، عن ابن عباس ، رضي الله عنه، أنه قال: قاسوا ما بين القريتين، فكانتا سواء، فلما أصبحوا أخذوا أهل القرية، فقالوا: والله ما قتلناه ولا علمنا له قاتلا، قالوا: يا موسى، ادع لنا ربك يطلع على القاتل إن كنت نبيا كما تزعم، فدعا موسى ربه عز وجل، فأتاه جبريل، عليه السلام، فأمره بذبح بقرة، فقال لهم، موسى: إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة، فتضربوه ببعضها فيحيا، فيخبركم بقاتله،  واسم المقتول عاميل ، فظنوا أنه يستهزئ بهم، فقالوا: نسألك عن القاتل لتخبرنا به، فتأمرنا بذبح بقرة استهزاء بنا، فذلك قولهم لموسى: قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ، يعني من المستهزئين، فعلموا أن عنده علم ذلك..

التالي السابق


الخدمات العلمية