الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون  وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم  وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين  وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم  

ثم قال: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ، يعني السلاح، وهو الرمي، ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ، يعني كفار العرب، وآخرين من دونهم لا تعلمونهم ، يقول: لا تعرفهم يا محمد، يقول: ترهبون فيما استعددتم به آخرين من دون كفار العرب، يعني اليهود، لا تعرفهم يا محمد، الله يعلمهم ، يقول: الله يعرفهم، يعني اليهود، ثم قال: وما تنفقوا من شيء من أمر السلاح والخيل، في سبيل الله يوف إليكم ، يقول: يوفر لكم ثواب النفقة، وأنتم لا تظلمون ، يقول: وأنتم لا تنقصون يوم القيامة.

ثم ذكر يهود قريظة، فقال: وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ، يقول: إن أرادوا [ ص: 26 ] الصلح فأرده، ثم نسختها الآية التي في سورة محمد صلى الله عليه وسلم: فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون ، ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم: وتوكل على الله ، يقول: وثق بالله، فإنه معك في النصر إن نقضوا الصلح، إنه هو السميع لما أرادوا من الصلح، العليم به. ثم قال: وإن يريدوا أن يخدعوك يا محمد بالصلح لتكف عنهم، حتى إذا جاء مشركو العرب، أعانوهم عليك، يعني يهود قريظة، فإن حسبك الله هو الذي أيدك ، يعني هو الذي قواك بنصره ، يعني جبريل، عليه السلام، وبمن معه، وبالمؤمنين من الأنصار يوم بدر، وهو فاعل ذلك أيضا، وأيدك على يهود قريظة.

ثم ذكر الأنصار، فقال: وألف بين قلوبهم بعد العداوة التي كانت بينهم في أمر شمير ، وحاطب ، فقال: لو أنفقت يا محمد على أن تؤلف بين قلوبهم ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم بعد العداوة في دم شمير ، وحاطب بالإسلام، إنه عزيز ، يعني منيع في ملكه، حكيم في أمره، حكم الألفة بين الأنصار بعد العداوة.

التالي السابق


الخدمات العلمية