الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الأمر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون  إليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون  

[ ص: 81 ] إن ربكم الله الذي خلق السماوات يوم الأحد ويوم الاثنين، "و" خلق والأرض يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، وما بينهما يوم الخميس ويوم الجمعة، في ستة أيام ثم استوى على العرش ، فيها تقديم، ثم استوى على العرش ، ثم خلق السماوات والأرض، يدبر الأمر ، يقضي القضاء وحده لا يدبره غيره، ما من شفيع من الملائكة لبني آدم، إلا من بعد إذنه ، يعني لا يشفع أحد إلا بإذنه، ولا يشفع إلا لأهل التوحيد، فذلك قوله: إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ، فرضي الله للملائكة أن يشفعوا للموحدين، ثم قال: ذلكم الله يعني هكذا ربكم فاعبدوه ، يعني فوحدوه ولا تشركوا به شيئا، أفلا ، يعني فهلا تذكرون في ربوبيته ووحدانيته.

ثم قال: إليه مرجعكم جميعا بعد الموت، وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ، ولم يك شيئا كذلك يعيده من بعد الموت، ليجزي يعني لكي يثيب في البعث، الذين آمنوا ، يعني صدقوا، وعملوا الصالحات ، يعني وأقاموا الفرائض بالقسط ، يعني بالحق وبالعدل وثوابهم الجنة، "و" يجزي والذين كفروا بتوحيد الله، لهم شراب من حميم ، وذلك الشراب قد أوقد عليه مذ يوم خلقها الله عز وجل إلى يوم يدخلها أهلها، فقد انتهى حرها، وعذاب أليم ، يعني وجيع نظيرها في الواقعة: فنزل من حميم ، بما كانوا يكفرون بتوحيد الله عز وجل.

التالي السابق


الخدمات العلمية