الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون  الذين آمنوا وكانوا يتقون  لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم  ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا هو السميع العليم  ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون  هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون  قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون على الله ما لا تعلمون  قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون  متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون  

ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم أن يدخلوا جهنم، ولا هم يحزنون [ ص: 98 ] أن يخرجوا من الجنة أبدا.

الذين آمنوا ، يعني صدقوا، وكانوا يتقون الكبائر.

لهم البشرى في الحياة الدنيا ، الرؤيا الصالحات، وفي الآخرة إذا خرجوا من قبورهم، لا تبديل لكلمات الله ، يعني لوعد الله أن من اتقاه ثوابه الجنة، ومن عصاه عقابه النار، ذلك البشرى هو الفوز العظيم . ولا يحزنك قولهم يا محمد، يعني أذاهم، إن العزة لله ، يعني أن القوة لله، جميعا في الدنيا والآخرة، هو السميع لقولهم، العليم بهم.

ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض ، يقول: هو ربهم وهم عباده، ثم قال: وما يتبع الذين يدعون ، يعني يعبدون من دون الله شركاء ، يعني الملائكة، إن يتبعون ، يعني ما يتبعون إلا الظن ، يعني ما يستيقنون بذلك، وإن هم إلا يخرصون الكذب.

ثم دل على نفسه بصنعه ليعتبروا فيوحدوه، فقال: هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه ، يعني لتأووا فيه من نصب النهار، والنهار مبصرا ، ضياء ونورا لتتغلبوا فيه لمعايشكم، إن في ذلك ، يعني في هذا لآيات ، يعني لعلامات لقوم يسمعون المواعظ.

قالوا اتخذ الله ولدا ، فنزه نفسه عن ذلك، فقال: سبحانه هو الغني أن يتخذ ولدا، له ما في السماوات وما في الأرض إن عندكم من سلطان بهذا ، يقول: فعندكم حجة بما تزعمون أنه له ولد، أتقولون على الله ما لا تعلمون .

قل يا محمد: إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ، يعني لا يفوزون إذا صاروا إلى النار.

[ ص: 99 ] متاع في الدنيا ، يعني بلاغ في الحياة الدنيا، ثم إلينا مرجعهم في الآخرة، ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون ، بقولهم: إن الملائكة ولد الله.

التالي السابق


الخدمات العلمية