وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين
وإذ أخذنا ميثاقكم ، يعني وقد أخذنا ميثاقكم في التوراة، يعني اليهود، يعني على أن تعبدوا الله، ولا تشركوا به شيئا، وأن تؤمنوا بالكتاب والنبيين، ورفعنا فوقكم الطور ، حين لم يقبلوا التوراة، قال موسى: يا رب، إن عبادك لم يقبلوا [ ص: 65 ] كتابك، وعصوا أمرك، فأمر الله عز وجل الملائكة وجبريل، فرفعوا من الأرض المقدسة جبلا فوق رءوسهم، فحال الجبل بينهم وبين السماء، فقال موسى، عليه السلام، لبني إسرائيل: إن لم تقبلوا التوراة طرح هذا الجبل، فيرضخ به رءوسكم، وكان الجبل منهم قدر ميل، فلما رأوا ذلك قبلوها، فذلك قوله سبحانه: وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم ، خذوا ما آتيناكم بقوة ، يعني ما آتيناكم من التوراة بالجد والمواظبة عليه، فرجع الجبل إلى مكانه، فقال موسى لبني إسرائيل: واسمعوا ، يقول: اسمعوا ما في التوراة من الحدود، والأحكام، والشدة قالوا سمعنا بذلك الذي تخوفنا به من أمر الجبل، وعصينا أمرك، فلا نتبع ما جئتنا به من الشدة في التوراة، والعجل كان أرفق بنا، وأهون علينا مما جئتنا به من الشدة، يقول الله عز وجل: وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم ، قال لهم موسى: أن تحبوا شيئا دونه يعدل حبه في قلوبكم، كحب الله خالقكم، قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين ، كما تزعمون.