إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين
[ ص: 243 ] إن إبراهيم كان أمة ، يعني معلما، يعني إماما يقتدى به في الخير، قانتا مطيعا لله حنيفا ، يعني مخلصا، ولم يك من المشركين يهوديا ولا نصرانيا.
شاكرا لأنعمه ، يعني لأنعم الله عز وجل، اجتباه ، يعني استخلصه للرسالة والنبوة، وهداه إلى صراط مستقيم ، يعني إلى دين مستقيم، وهو الإسلام.
وآتيناه في الدنيا حسنة ، يقول: وأعطينا إبراهيم في الدنيا مقالة حسنة بمضيته وصبره على رضا ربه عز وجل، حين ألقي في النار، وكسر الأصنام، وأراد ذبح ابنه إسحاق، والثناء الحسن من أهل الأديان كلها يتولونه جميعا، ولا يتبرأ منه أحد منهم، وإنه في الآخرة لمن الصالحين .