الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما  واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا  

حدثنا عبيد الله ، قال: حدثني أبي، عن الهذيل عن مقاتل عن الضحاك ، عن ابن مسعود أنه كان في المصحف: ووصى ربك، فالتزق الواو بالصاد، فقال: وقضى ربك ، يعني وعهد ربك، ألا تعبدوا إلا إياه ، يعني ألا توحدوا غيره، وبالوالدين إحسانا برا بهما، إما يبلغن عندك الكبر ، يعني أبويه، يعني سعد بن أبي وقاص ، أحدهما ، يعني أحد الأبوين، أو كلاهما ، فبرهما، فلا تقل لهما أف ، يعني الكلام الرديء، أن تقول: اللهم أرحني منهما، أو تغلظ عليهما في القول عند كبرهما، ومعالجتك إياهما وعند ميط القذر عنهما، ولا تنهرهما عند المعالجة، يعني تغلظ لهما القول: وقل لهما قولا كريما ، يعني حسنا لينا.

واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ، يقول: تلين جناحك لهما رحمة بهما، [ ص: 255 ] وقل رب ارحمهما عندما تعالج منهما، كما ربياني صغيرا ، يعني كما عالجا ذلك مني صغيرا، فالطف بهما، واعصهما في الشرك، فإنه ليس معصيتك إياهما في الشرك قطيعة لهما، ثم نسخت: رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ، ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى .

التالي السابق


الخدمات العلمية