وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذلك خير وأحسن تأويلا ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما
وأوفوا الكيل إذا كلتم وزنوا بالقسطاس ، يعني بالميزان بلغة الروم، المستقيم ذلك الوفاء، خير من النقصان، وأحسن تأويلا ، يعني وخير عاقبة في الآخرة.
ولا تقف ما ليس لك به علم ، يقول: ولا ترم بالشرك، فإنه ليس لك به علم إن لي شريكا، ثم حذرهم: إن السمع والبصر والفؤاد ، يعني القلب، كل أولئك كان عنه مسئولا ، يعني عن الشرك مسئولا في الآخرة.
ولا تمش في الأرض مرحا ، يعني بالعظمة، والخيلاء، والكبرياء، إنك لن تخرق الأرض إذا مشيت بالخيلاء والكبرياء، ولن تبلغ رأسك، الجبال طولا إذا تكبرت.
كل ذلك ، يعني كل ما أمر الله عز وجل به، ونهى عنه في هؤلاء الآيات، كان سيئه ، يعني ترى ما أمر الله عز وجل به، ونهى عنه في هؤلاء الآيات، أي وركوب ما نهى عنه، كان عند ربك مكروها . [ ص: 258 ] ذلك مما أوحى إليك ربك ، أي ذلك أمر الله به ونهى عنه في هؤلاء الآيات، من الحكمة التي أوحاها إليك يا محمد، ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ولا تجعل مع الله إلها آخر ، فإن فعلت، فتلقى في جهنم ملوما ، تلوم نفسك يومئذ، مدحورا ، يعني مطرودا في النار، كقوله سبحانه: ويقذفون من كل جانب دحورا ، يعني طردا.
قل يا محمد لكفار مكة: أفأصفاكم ربكم بالبنين ، نزلت هذه الآية بعد قوله: قل لو كان معه آلهة كما يقولون ، يعني مشركي العرب حين قالوا: الملائكة بنات الرحمن، واتخذ لنفسه من الملائكة إناثا ، يعني البنات، إنكم لتقولون قولا عظيما حين تقولون: إن الملائكة بنات الله عز وجل.