الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا  وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا  

ثم عظم نفسه جل جلاله، فقال سبحانه: تسبح له ، يعني تذكره، [ ص: 259 ] السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء ، يعني وما من شيء، إلا يسبح بحمده ، يقول: إلا يذكر الله بأمره، يعني من نبت، إذا كان في معدنه، يسبحون بحمد ربهم ، كقوله سبحانه: ويسبح الرعد بحمده ، يعني بأمره، من نبت، أو دابة، أو خلق، ولكن لا تفقهون تسبيحهم ، يقول: ولكن لا تسمعون ذكرهم لله عز وجل، إنه كان حليما عنهم، يعني عن شركهم، غفورا ، يعني ذو تجاوز عن قولهم، لقوله: لو كان معه آلهة كما يزعمون، إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا ، بأن الملائكة بنات الله، حين لا يعجل عليهم بالعقوبة، غفورا في تأخير العذاب عنهم إلى المدة، مثلها في سورة الملائكة، قوله سبحانه: إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا آخر الآية، إنه كان حليما ، يعني ذو تجاوز عن شركهم، غفورا في تأخير العذاب عنهم إلى المدة.

وإذا قرأت القرآن في الصلاة أو غير الصلاة، جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة ، يعني لا يصدقون بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال، حجابا مستورا ، نزلت في أبي لهب وامرأته، وأبي البحتري ، وزمعة اسمه عمرو بن الأسود ، وسهيل ، وحويطب ، كلهم من قريش، يعني بالحجاب المستور.

التالي السابق


الخدمات العلمية