الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون  يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب أليم  

ثم قال لليهود: ولو أنهم آمنوا ، يعني صدقوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، واتقوا الشرك لمثوبة من عند الله ، يقول: لكان ثوابهم عند الله خير من السحر والكفر لو ، يعني إن كانوا يعلمون ، نظيرها في المائدة: قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله ، يعني ثوابا.

الذين آمنوا لا تقولوا راعنا ، وذلك أن المؤمنين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: راعنا سمعك، كقولهم في الجاهلية بعضهم لبعض، وراعنا في كلام اليهود الشتم، فلما سمعت ذلك اليهود من المشركين أعجبهم، فقالوا مثل ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رجل من الأنصار، وهو سعد بن عبادة الأنصاري لليهود: لئن قالها رجل منكم للنبي صلى الله عليه وسلم لأضربن عنقه، فوعظ الله عز وجل المؤمنين، فقال: يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا للنبي صلى الله عليه وسلم: راعنا "و" لكن وقولوا انظرنا ، قولوا للنبي صلى الله عليه وسلم اسمع منا، ثم قال: [ ص: 70 ] واسمعوا ما تؤمرون به، وللكافرين يعني اليهود، عذاب أليم ، يعني وجيعا.

التالي السابق


الخدمات العلمية