ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا وربك الغفور ذو الرحمة لو يؤاخذهم بما كسبوا لعجل لهم العذاب بل لهم موعد لن يجدوا من دونه موئلا وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا
ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ، يقول: فلا أحد أظلم ممن وعظ بآيات ربه، يعني القرآن، نزلت في المطعمين والمستهزئين، فأعرض عن الإيمان بآيات الله القرآن، فلم يؤمن بها، ونسي ما قدمت يداه ، يعني ترك ما سلف من ذنوبه، فلم يستغفر منها من الشرك، إنا جعلنا على قلوبهم أكنة ، يعني الغطاء على القلوب، أن يفقهوه ، يعني القرآن، وفي آذانهم وقرا ؛ لئلا يسمعوا القرآن، وإن تدعهم يا محمد إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا من أجل الأكنة والوقر، يعني كفار مكة .
وربك الغفور ، يعني إذا تجاوز عنهم في تأخير العذاب عنهم، ذو الرحمة ، [ ص: 294 ] يعني ذا النعمة حين لا يعجل بالعقوبة، لو يؤاخذهم بما كسبوا من الذنوب، لعجل لهم العذاب في الدنيا، بل العذاب لهم موعد ، يعني ميقاتا يعذبون فيه، لن يجدوا من دونه موئلا ، يعني ملجأ يلجؤون إليه.
وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا بالعذاب في الدنيا، يعني أشركوا، وجعلنا لمهلكهم بالعذاب، موعدا ، يعني ميقاتا، وهكذا وقت هلاك كفار مكة ببدر .