الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا  وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى وسنقول له من أمرنا يسرا  ثم أتبع سببا حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا كذلك وقد أحطنا بما لديه خبرا  ثم أتبع سببا حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا

قال ذو القرنين : أما من ظلم فسوف نعذبه ، يعني نقتله، ثم يرد إلى ربه فيعذبه في الآخرة بالنار، عذابا نكرا ، يعني فظيعا.

وأما من آمن ، يعني صدق بتوحيد الله عز وجل، وعمل صالحا فله جزاء الحسنى ، يعني الجنة، وسنقول له من أمرنا يسرا ، يقول: سنعده معروفا، فلم يؤمن منهم غير رجل واحد، ثم أتبع سببا ، يعني علم منازل الأرض وطرقها.

حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا ، يعني من دون الشمس سترا كانوا يستقرون في الأرض في أسراب من شدة الحر، وكانوا في مكان لا يستقر عليهم البناء، فإذا زالت الشمس خرجوا إلى معايشهم.

ثم قال: كذلك ، يعني هكذا بلغ مطلع الشمس كما بلغ مغربها، ثم استأنف فقال سبحانه: وقد أحطنا بما لديه خبرا ، يعني بما عنده علما، ثم أتبع سببا ، يعني علم منازل الأرض وطرقها.

حتى إذا بلغ بين السدين ، يعني بين الجبلين، وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا ، يعني لم يكن أحد يعرف لغتهم.

قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج ، وهما أخوان من ولد يافث بن نوح ، مفسدون في الأرض ، [ ص: 301 ] يعني بالفساد القتل، يعني أرض المسلمين، فهل نجعل لك خرجا ، يعني جعلا، على أن تجعل بيننا وبينهم سدا ، لا يصلون إلينا.

التالي السابق


الخدمات العلمية