وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير
وقال الذين لا يعلمون بتوحيد ربهم، يعني مشركي العرب للنبي صلى الله عليه وسلم ، لولا يعنون هلا يكلمنا الله يخبرنا بأنك رسوله، أو تأتينا آية كما كانت الأنبياء تأتيهم الآيات تجئ إلى قومهم، يقول الله: كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم ، يقول: هكذا قالت بنو إسرائيل من قبل مشركي العرب، فقالوا [ ص: 75 ] في سورة البقرة، والنساء لموسى: أرنا الله جهرة ، وأتوا بالآيات وسمعوا الكلام فحرفوه، فهل هؤلاء إلا مثل أولئك، فذلك قوله سبحانه: تشابهت قلوبهم ، ثم قال: وإن كذب مشركو العرب بمحمد، قد بينا الآيات ، أي فقد بينا الآيات، فذلك قوله سبحانه في العنكبوت: بل هو آيات ، يعني بيان أمر محمد آيات بينات ، يعني واضحات في التوراة أنه أمي لا يقرأ الكتاب ولا يخط بيمينه، لقوم يوقنون ، يعني مؤمني أهل التوراة.
إنا أرسلناك بالحق ، يقول: لم نرسلك عبثا لغير شيء، بشيرا ونذيرا ، بشيرا بالجنة ونذيرا من النار، ولا تسأل عن أصحاب الجحيم ، فإن الله قد أحصاها عليهم، ولن ترضى عنك اليهود من أهل المدينة، ولا النصارى من أهل نجران، حتى تتبع ملتهم ، وذلك أنهم دعوا النبي صلى الله عليه وسلم إلى دينهم وزعموا أنهم على الهدى، فأنزل الله عز وجل: قل لهم: إن هدى الله ، يعني الإسلام هو الهدى ، ثم حذر نبيه صلى الله عليه وسلم ، فقال: ولئن اتبعت أهواءهم ، يعني أهل الكتاب على دينهم بعد الذي جاءك من العلم ، وعلم البيان، ما لك من الله من ولي ، يعني قريب فينفعك ولا نصير ، يعني ولا مانع.