الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين  

وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات ، يعني بذلك كل مسألة في القرآن مما سأل إبراهيم من قوله: رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات ، ومن قوله: ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، وحين قال: ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ، وحين قال لقومه حين حاجوه: إني بريء مما تشركون .

وحين قال: إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا ، وحين ألقي في النار، وحين أراد ذبح ابنه، وحين قال: رب هب لي من الصالحين ، وحين سأل الولد، وحين قال: واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ، وحين قال: فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ، وحين قال: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وما كان نحو هذا في القرآن، وما سأل إبراهيم فاستجاب له، فأتمهن ، ثم زاده الله مما لم يكن في مسألته، قال إني جاعلك للناس إماما في الدين يقتدى بسنتك، قال إبراهيم: يا رب، ومن ذريتي فاجعلهم أئمة، قال الله: إن في ذريتك الظلمة، يعني اليهود والنصارى، لا ينال عهدي الظالمين ، يعني المشركين من ذريتك، قال: لا ينال طاعتي الظلمة من ذريتك، ولا أجعلهم أئمة، أنحلها أوليائي وأجنبها أعدائي.  

التالي السابق


الخدمات العلمية