وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين
وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات ، يعني بذلك كل مسألة في القرآن مما سأل إبراهيم من قوله: رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات ، ومن قوله: ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، وحين قال: ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ، وحين قال لقومه حين حاجوه: إني بريء مما تشركون .
وحين قال: إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا ، وحين ألقي في النار، وحين أراد ذبح ابنه، وحين قال: رب هب لي من الصالحين ، وحين سأل الولد، وحين قال: واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ، وحين قال: فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ، وحين قال: ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ، وما كان نحو هذا في القرآن، وما سأل إبراهيم فاستجاب له، فأتمهن ، ثم زاده الله مما لم يكن في مسألته، قال إني جاعلك للناس إماما في الدين يقتدى بسنتك، قال إبراهيم: يا رب، ومن ذريتي فاجعلهم أئمة، قال الله: إن في ذريتك الظلمة، يعني اليهود والنصارى، لا ينال عهدي الظالمين ، يعني المشركين من ذريتك، قال: لا ينال طاعتي الظلمة من ذريتك، ولا أجعلهم أئمة، أنحلها أوليائي وأجنبها أعدائي.