الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين  فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون  وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون  ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون  أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون  فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون  فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين  وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين

فانظر يا محمد كيف كان عاقبة مكرهم يعني عاقبة عملهم، وصنيعهم، أنا دمرناهم يعني التسعة، يعني أهلكناهم بالجبل حين جثم عليهم، "و" دمرنا وقومهم أجمعين بصيحة جبريل، عليه السلام، فلم نبق منهم أحدا.

فتلك بيوتهم خاوية يعني خربة ليس بها سكان، بما ظلموا يعني بما [ ص: 481 ] أشركوا إن في ذلك لآية يعني أن في هلاكهم لعبرة لقوم يعلمون بتوحيد الله عز وجل، وأنجينا الذين آمنوا يعني الذين صدقوا، من العذاب وكانوا يتقون الشرك.

ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة يعني المعاصي، يعني بالمعصية إتيان الرجال شهوة من دون النساء  وأنتم تبصرون أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم يعني ولكن أنتم قوم تجهلون فما كان جواب قومه قوم لوط حين نهاهم عن المعاصي إلا أن قالوا بعضهم لبعض أخرجوا آل لوط يعني لوطا وابنتيه من قريتكم إنهم أناس يتطهرون يعني لوطا وحده، يتطهرون، مثلها في الأعراف: يتطهرون يعني يتنزهون عن إتيان الرجال فإنا لا نحب أن يكون بين أظهرنا من ينهانا عن عملنا.

يقول الله عز وجل: فأنجيناه من العذاب وأهله يعني وابنتيه ريثا وزعوثا، ثم استثنى، فقال سبحانه: إلا امرأته لم ننجها قدرناها يقول: قدرنا تركها من الغابرين . وأمطرنا عليهم مطرا يعني الحجارة فساء يعني فبئس مطر المنذرين يعني الذين أنذروا بالعذاب، فذلك قوله عز وجل: ولقد أنذرهم بطشتنا يعني عذابنا.

التالي السابق


الخدمات العلمية