الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين  ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون  ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين  الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون  أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون

يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة ، يقول: استعينوا على طلب الآخرة بالصبر على الفرائض والصلوات الخمس في مواقيتها  نحو الكعبة، حين عيرتهم اليهود بترك قبلتهم، إن الله مع الصابرين على الفرائض والصلاة، ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات ، نزلت في قتلى بدر من المسلمين، وهم أربعة عشر [ ص: 88 ] رجلا من المسلمين، ثمانية من الأنصار، وستة من المهاجرين، فمن المهاجرين: عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ، وعمير بن نضلة ، وعقيل بن بكير ، ومهجع ابن عبد الله مولى عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه، وصفوان بن بيضاء ، فهؤلاء ستة من المهاجرين، ومن الأنصار: سعد بن خيثمة بن الحارث بن النخاط بن كعب بن غنم بن أسلم بن مالك بن الأوس ، ومبشر بن عبد المنذر ، ويزيد بن الحارث ، وعمر بن الحمام ، ورافع بن المعلى ، وحارثة بن سراقة ، ومعوذ بن عفراء ، وعوف بن عفراء ، وهما ابنا الحارث بن مالك بن سوار ، فهؤلاء ثمانية من الأنصار.

وذلك أن الرجل كان يقتل في سبيل الله، فيقولون: مات فلان، فأنزل الله عز وجل: ولا تقولوا معشر المؤمنين لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء مرزوقون في الجنة عند الله، ثم قال سبحانه: ولكن لا تشعرون بأنهم أحياء مرزوقون، ومساكن أرواح الشهداء سدرة المنتهى في جنة المأوى،  ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ، يعني القحط، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ، يعني قحط المطر، وبشر الصابرين على هذه البلية بالجنة.

ثم نعت أهل المصيبة، فقال: الذين إذا أصابتهم مصيبة ، يعني فيما ذكر من هذه الآية، قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ، يعني مغفرة، كقوله سبحانه: وصل عليهم ، يعني استغفر لهم، إن صلاتك ، يعني استغفارك سكن لهم ) من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون للاسترجاع.

التالي السابق


الخدمات العلمية