الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا  وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما  يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا  ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقا كريما  يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا  وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا  واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا  

يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن يقول كما يمتع الرجل امرأته إذا طلقها سوى المهر وأسرحكن سراحا جميلا يقول : حسنا في غير ضرار.

وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة يعني الجنة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما يعني الجنة.

فقالت عائشة بنت أبي بكر الصديق ، رضي الله عنهما ، حين خيرهن النبي صلى الله عليه وسلم : بل نختار الله والدار الآخرة ، ومالنا وللدنيا ، إنما جعلت الدنيا دار فناء ، والآخرة هي الباقية أحب إلينا من الفانية ، فرضي نساؤه كلهن بقول عائشة ، رضي الله عنها ، فلما اخترن الله ورسوله أنزل الله عز وجل : لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج إلى آخر الآية. يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يعني العصيان للنبي صلى الله عليه وسلم يضاعف لها العذاب ضعفين في الآخرة وكان ذلك على الله يسيرا يقول : وكان عذابها على الله هينا.

ومن يقنت منكن لله ورسوله يعني ومن يطع منكن الله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين في الآخرة بكل صلاة أو صيام أو تكبير أو تسبيح لها مكان كل حسنة يكتب عشرون حسنة وأعتدنا لها رزقا كريما يعني حسنا ، وهي الجنة.

[ ص: 45 ] ثم قال : يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن يعني الله ، فإنكن معشر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تنظرن إلى الوحي فأنتن أحق الناس بالتقوى فلا تخضعن بالقول يقول : فلا تومين بقول يقارف الفاحشة فيطمع الذي في قلبه مرض يعني الفجور في أمر الزنا ، فزجرهن الله عز وجل عن الكلام مع الرجال ، وأمرهن بالعفة ، وضرب عليهن الحجاب ، ثم قال تعالى : وقلن قولا معروفا يعني قولا حسنا يعرف ولا يقارف الفاحشة ، ومن يقذف نبيا ، أو امرأة نبي فعليه حدان سوى التغريب الذي يراه الإمام.

ثم قال عز وجل : وقرن في بيوتكن ولا تخرجن من الحجاب ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى والتبرج أنها تلقي الخمار عن رأسها ولا تشده ، فيرى قرطها وقلائدها ، ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم ، مثل قوله : عادا الأولى أمرهن أيضا بالعفة ، وأمر بضرب الحجاب عليهن ، ثم قال : وأقمن الصلاة وآتين الزكاة يقول : وأعطين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس يعني الإثم نهاهن عنه في هذه الآيات. ومن الرجس الذي يذهبه الله عنهن إنزال الآيات بما أمرهن به ، فإن تركهن ما أمرهن به وارتكابهن ما نهاهن عنه من الرجس ، فذلك قوله : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس يا أهل البيت يعني نساء النبي صلى الله عليه وسلم لأنهن في بيته ويطهركم من الإثم الذي ذكر في هذه الآيات تطهيرا .

وحدثني أبي ، عن الهذيل ، فقال : قال مقاتل بن سليمان : يعني به نساء النبي صلى الله عليه وسلم كلهن وليس معهن ذكر.

واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله يعني القرآن والحكمة يعني أمره ونهيه في القرآن ، فوعظهن ليتفكرن وامتن عليهن إن الله كان لطيفا خبيرا يعني لطيفا عليهن فنهاهن أن يخضعن بالقول ، خبيرا به.

التالي السابق


الخدمات العلمية