الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا  الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا  ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما  

فأنزل الله تبارك وتعالى في قولهم : ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له يقول : فيما أحل الله له ، سنة الله في الذين خلوا من قبل يقول : هكذا كانت سنة الله في الذين خلوا من قبل محمد ، يعني داود النبي صلى الله عليه وسلم حين هوى المرأة التي فتن بها ، وهي امرأة أوريا بن حنان ، فجمع الله بين داود ، وبين المرأة التي هويها ، وكذلك جمع الله عز وجل بين محمد صلى الله عليه وسلم ، وبين زينب إذ هويها كما فعل بداود ، عليه السلام ، فذلك قوله عز وجل : وكان أمر الله قدرا مقدورا فقدر الله عز وجل لداود ومحمد تزويجهما.

الذين يبلغون رسالات الله يعني النبي صلى الله عليه وسلم خاصة ويخشونه يعني النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول : محمد يخشى الله أن يكتم عن الناس ما أظهر الله عليه من أمر زينب إذ هويها [ ص: 49 ] ولا يخشون أحدا إلا الله في البلاغ عن الله عز وجل وكفى بالله حسيبا يعني شهيدا في أمر زينب إذ هويها فلا شاهد أفضل من الله عز وجل.

وأنزل الله عز وجل في قول الناس إن محمدا تزوج امرأة ابنه ما كان محمد أبا أحد من رجالكم يعني زيد بن حارثة ، يقول : إن محمدا ليس بأب لزيد ولكن محمدا رسول الله وخاتم النبيين يعني آخر النبيين لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم ، ولو أن لمحمد ولدا لكان نبيا رسولا ، فمن ثم قال : وكان الله بكل شيء عليما يقول : لو كان زيد بن محمد لكان نبيا ، فلما نزلت ما كان محمد أبا أحد من رجالكم قال النبي صلى الله عليه وسلم لزيد : "لست لك بأب" ، فقال زيد : يا رسول الله ، أنا زيد بن حارثة معروف نسبي.

التالي السابق


الخدمات العلمية