ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما
فأنزل الله تبارك وتعالى في قولهم : ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له يقول : فيما أحل الله له ، سنة الله في الذين خلوا من قبل يقول : هكذا كانت سنة الله في الذين خلوا من قبل محمد ، يعني داود النبي صلى الله عليه وسلم حين هوى المرأة التي فتن بها ، وهي امرأة أوريا بن حنان ، فجمع الله بين داود ، وبين المرأة التي هويها ، وكذلك جمع الله عز وجل بين محمد صلى الله عليه وسلم ، وبين إذ هويها كما فعل زينب بداود ، عليه السلام ، فذلك قوله عز وجل : وكان أمر الله قدرا مقدورا فقدر الله عز وجل لداود ومحمد تزويجهما.
الذين يبلغون رسالات الله يعني النبي صلى الله عليه وسلم خاصة ويخشونه يعني النبي صلى الله عليه وسلم ، يقول : محمد يخشى الله أن يكتم عن الناس ما أظهر الله عليه من أمر إذ هويها [ ص: 49 ] زينب ولا يخشون أحدا إلا الله في البلاغ عن الله عز وجل وكفى بالله حسيبا يعني شهيدا في أمر إذ هويها فلا شاهد أفضل من الله عز وجل. زينب
وأنزل الله عز وجل في قول الناس إن محمدا تزوج امرأة ابنه ما كان محمد أبا أحد من رجالكم يعني ، يقول : إن زيد بن حارثة محمدا ليس بأب لزيد ولكن محمدا رسول الله وخاتم النبيين يعني آخر النبيين لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم ، ولو أن لمحمد ولدا لكان نبيا رسولا ، فمن ثم قال : وكان الله بكل شيء عليما يقول : لو كان محمد لكان نبيا ، فلما نزلت زيد بن ما كان محمد أبا أحد من رجالكم قال النبي صلى الله عليه وسلم لزيد : "لست لك بأب" ، فقال زيد : يا رسول الله ، أنا معروف نسبي. زيد بن حارثة