ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار
ومن الناس ، يعني مشركي العرب، من يتخذ من دون الله أندادا ، يعني شركاء، وهي الآلهة، يحبونهم كحب الله ، يقول: يحبون آلهتهم كما يحب الذين [ ص: 91 ] آمنوا ربهم، ثم قال سبحانه: والذين آمنوا أشد حبا لله منهم لآلهتهم، ثم أخبر عنهم، فقال: ولو يرى محمد يوم القيامة الذين ظلموا ، يعني مشركي العرب ستراهم يا محمد في الآخرة إذ يرون العذاب فيعلمون حينئذ أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب ، ثم أخبر سبحانه عنهم، فقال: إذ تبرأ الذين اتبعوا ، يعني القادة، من الذين اتبعوا ، يعني الأتباع، ورأوا العذاب ، يعني القادة والأتباع، وتقطعت بهم الأسباب ، يعني المنازل والأرحام التي كانوا يجتمعون عليها من معاصي الله، ويتحابون عليها في غير عبادة الله، انقطع عنهم ذلك وندموا.
وقال الذين اتبعوا ، أي الأتباع: لو أن لنا كرة ، يعني رجعة إلى الدنيا، فنتبرأ منهم من القادة، كما تبرءوا منا في الآخرة، وذلك قوله سبحانه: ثم يوم القيامة يكفر ، يعني يتبرأ بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ، كذلك يقول: هكذا يريهم الله أعمالهم ، يعني القادة والأتباع حسرات عليهم ، يعني ندامة، وما هم بخارجين من النار .