الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه ولو ترى إذ الظالمون موقوفون عند ربهم يرجع بعضهم إلى بعض القول يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين  قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين  وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون  

[ ص: 66 ] وقال الذين كفروا يعني الأسود بن عبد يغوث ، وثعلبا وهما أخوان ابنا الحارث بن السباق من بني عبد الدار بن قصي لن نؤمن لك لا نصدق بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه من الكتب التي نزلت قبل القرآن ، بين يديه التوراة والإنجيل والزبور ولو ترى يا محمد إذ الظالمون يعني مشركي مكة موقوفون عند ربهم في الآخرة يرجع يرد بعضهم إلى بعض القول ثم أخبر عن قولهم : يقول الذين استضعفوا وهم الأتباع للذين استكبروا الذين تكبروا عن الإيمان ، وهم القادة في الكفر لولا أنتم لكنا مؤمنين لولا أنتم معشر الكبراء لكنا مؤمنين يعني مصدقين بتوحيد الله عز وجل.

فردت القادة وهم الكبراء على الضعفاء وهم الأتباع : قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى يعني أنحن منعناكم عن الإيمان بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين . فردت الضعفاء على الكبراء ، فقالوا وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار بل قولهم كذب بالليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله بتوحيد الله عز وجل ونجعل له أندادا يعني وتأمرونا أن نجعل له شريكا وأسروا الندامة في أنفسهم لما رأوا العذاب حين عاينوا العذاب في الآخرة وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا وذلك أن الله عز وجل يأمر خزنة جهنم أن يجعلوا الأغلال في أعناق الذين كفروا بتوحيد الله عز وجل ، وقالت لهم الخزنة : هل يجزون في الآخرة إلا ما كانوا يعملون من الكفر في الدنيا.

التالي السابق


الخدمات العلمية