الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون  وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون  والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم  والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم  لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون  

سبحان الذي خلق الأزواج كلها الأصناف كلها مما تنبت الأرض مما تخرج الأرض من ألوان النبات والشجر ومن أنفسهم الذكر والأنثى ومما لا يعلمون من الخلق.

ثم قال جل وعز : وآية لهم يقول : من علامة الرب لأهل مكة إذ لم يروه الليل نسلخ منه النهار ننزع فإذا هم مظلمون بالليل ، مثل قوله عز وجل : الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها .

والشمس تجري لمستقر لها لوقت لها إلى يوم القيامة ، قال أبو ذر الغفاري : غربت الشمس يوما ، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم أين تغرب الشمس ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "تغرب في عين حمئة وطينة سوداء ، ثم تخر ساجدة تحت العرش فتستأذن ، فيأذن لها ، فكأن قد قيل لها : ارجعي إلى حيث تغربين". ذلك الذي ذكر من الليل والنهار ، والشمس والقمر يجري في ملكه بما قدر من أمرهما وخلقهما تقدير العزيز العليم . ثم قال عز وجل : والقمر قدرناه منازل في السماء يزيد ، ثم يستوي ، ثم ينقص [ ص: 87 ] في آخر الشهر حتى عاد كالعرجون حتى عاد مثل الخيط كما يكون أول ما استهل فيه كالعرجون ، يعني العذق اليابس المنحني القديم الذي أتى عليه الحول.

ثم قال جل وعز : لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر فتضيء مع ضوء القمر ، لأن الشمس سلطان النهار ، والقمر سلطان الليل ، ثم قال عز وجل : ولا الليل سابق النهار يقول : ولا يدرك سواد الليل ضوء النهار ، فيغلبه على ضوئه وكل الليل والنهار في فلك يسبحون في دوران يجرون يعني الشمس والقمر يدخلان تحت الأرض من قبل المغرب ، فيخرجان من تحت الأرض ، حتى يخرجا من قبل المشرق ، ثم يجريان في السماء حتى يغربا قبل المغرب ، فهذا دورانهما ، فذلك قوله عز وجل : في فلك يسبحون يقول : وكلاهما في دوران يجريان إلى يوم القيامة.

التالي السابق


الخدمات العلمية