الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم  أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار  ذلك بأن الله نزل الكتاب بالحق وإن الذين اختلفوا في الكتاب لفي شقاق بعيد  

إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ، يعني التوراة أنزلت في رءوس اليهود، منهم: كعب بن الأشرف ، وابن صوريا ، كتموا أمر محمد صلى الله عليه وسلم في التوراة [ ص: 93 ] ويشترون به ثمنا قليلا ، يعني عرضا من الدنيا، ويختارون على الكفر، بمحمد ثمنا قليلا، يعني عرضا من الدنيا يسيرا مما يصيبون من سفلة اليهود من المآكل كل عام، ولو تابعوا محمدا لحبست عنهم تلك المآكل، فقال الله تعالى ذكره: أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ، يقول: ولا يزكي لهم أعمالهم، ولهم عذاب أليم ، ، يعني وجيع.

ثم أخبر عنهم، فقال سبحانه: أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى ، يعني باعوا الهدى الذي كانوا فيه من إيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث بالضلالة التي دخلوا فيها بعدما بعث محمد، ثم قال: والعذاب بالمغفرة ، أي اختاروا العذاب على المغفرة، فما أصبرهم على النار ، يقول: أي شيء جرأهم على عمل يدخلهم النار، فما أصبرهم عليها إلا أعمالهم الخبيثة، ذلك العذاب الذي نزل بهم في الآخرة بأن الله نزل الكتاب ، يعني القرآن، بالحق ، يقول: لم ينزل باطلا لغير شيء، فلم يؤمنوا به، وإن الذين اختلفوا في الكتاب ، يعني في القرآن، لفي شقاق بعيد ، يعني لفي ضلال بعيد، يعني طويل.

التالي السابق


الخدمات العلمية