الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما إن الله كان عليما خبيرا
الرجال قوامون على النساء أي : مسلطون على أدب النساء ، والأخذ على أيديهن .
قال ذكر [لنا] أن رجلا لطم امرأته على عهد نبي الله ، فأتت المرأة نبي الله ، فأراد نبي الله أن يقصها منه فأنزل الله : [ ص: 367 ] قتادة : الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض جعل وفضلوا في الميراث شهادة امرأتين شهادة رجل واحد ، وبما أنفقوا من أموالهم يعني : الصدقات فالصالحات يعني : المحسنات إلى أزواجهن قانتات أي : مطيعات لأزواجهن حافظات للغيب لغيب أزواجهن في فروجهن بما حفظ الله أي : بحفظ الله إياهن . واللاتي تخافون نشوزهن عصيانهن ؛ يعني : تنشز على زوجها ؛ فلا تدعه أن يغشاها فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن قال ابدأ فعظها بالقول ، فإن عصت فاهجرها ؛ فإن عصت فاضربها ضربا غير شائن . قتادة : فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا تفسير الكلبي : يقول : فإن أطعنكم في الجماع ، فلا تبغوا عليهن سبيلا ؛ يقول : لا تكلفوهن الحب ، فإنما جعلت الموعظة لهن والضرب في المضجع ليس على الحب ، ولكن على حاجته إليها .
وإن خفتم علمتم شقاق بينهما قال الحسن : يقول : إن نشزت حتى [ ص: 368 ] تشاق زوجها فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إذا نشزت ، ورفع ذلك إلى الإمام ، بعث الإمام حكما من أهل المرأة ، وحكما من أهل الرجل يصلحان بينهما ، ويجمعان ولا يفرقان ، وينظران من أين يأتي الدرء ، فإن اصطلحا فهو أمر الله وإن أبيا ذلك وأبت المرأة إلا نشوزا وقفها الإمام على النشوز ، فإن افتدت من زوجها ، فقد حل له أن يخلعها . إن يريدا إصلاحا قال يعني : الحكمين مجاهد : يوفق الله بينهما .