الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا  وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما  إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما  فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا  يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا  

                                                                                                                                                                                                                                      والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر .

                                                                                                                                                                                                                                      قال بعضهم : هم المنافقون .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 373 ] ومن يكن الشيطان له قرينا [صاحبا] فساء قرينا فبئس القرين .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : فساء قرينا منصوب على التفسير .

                                                                                                                                                                                                                                      وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله يعني : الزكاة الواجبة وكان الله بهم عليما أي : عليما بأنهم مشركون .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : قوله وماذا عليهم المعنى : أي شيء عليهم ؟

                                                                                                                                                                                                                                      إن الله لا يظلم لا ينقص مثقال ذرة أي : وزن ذرة .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : يقال : هذا على مثقال هذا ؛ أي : على وزنه . وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه ويعط من عنده .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : من قرأ حسنة بالرفع ، فالمعنى : وإن تحدث حسنة .

                                                                                                                                                                                                                                      فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد يعني : يوم القيامة يشهد على قومه ؛ أنه قد بلغهم .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : المعنى : فكيف تكون حالهم ؟ ! وهذا من الاختصار . وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول أي : جحدوه لو تسوى بهم الأرض قال قتادة : يعني : لو ساخوا فيها .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 374 ] ولا يكتمون الله حديثا تفسير ابن عباس : يعني بهذا : جوارحهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية