الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان عفوا غفورا  ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل  

                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى قد مضى تفسيره في سورة البقرة في تفسير : يسألونك عن الخمر والميسر قوله : ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا تفسير ابن عباس : هو المسافر إن لم يجد الماء تيمم وصلى  وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط قال محمد : الغائط : الحدث ، وأصل الغائط :  المكان المطمئن من الأرض ؛ فكانوا إذا أرادوا قضاء الحاجة ، أتوا غائطا من الأرض ، ففعلوا ذلك فيه ، فكنى عن الحديث بالغائط .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله : وإن كنتم مرضى فيه إضمار : لا تستطيعون [قرب] الماء من العلة ؛ ذكره إسماعيل بن إسحاق .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 375 ] أو لامستم النساء الملامسة في قول علي وابن عباس والحسن : الجماع ، وكان ابن مسعود يقول : هو المس باليد ، ويرى منه الوضوء . فتيمموا صعيدا طيبا أي : تعمدوا ترابا نظيفا . فامسحوا بوجوهكم وأيديكم .

                                                                                                                                                                                                                                      يحيى : عن المعلى ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن ناجية بن كعب ، عن عمار بن ياسر قال : (أجنبت وأنا في الإبل فتمعكت في الرمل ؛ كما تتمعك الدابة ، ثم أتيت النبي عليه السلام وقد دخل الرمل في رأسي ولحيتي فأخبرته . فقال : إنما كان يكفيك التيمم . ثم ضرب النبي عليه السلام بكفيه جميعا التراب ، ثم نفضهما ، ثم مسح بوجهه وكفيه مرة واحدة . ثم قال : كان يكفيك أن تصنع هكذا) وبه يأخذ يحيى .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 376 ] يحيى : عن حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : الجريح والمجدور والمقروح ؛ إذا خشي على نفسه ، تيمم .  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 377 ] ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يعني : اليهود يشترون الضلالة أي : يختارون ويريدون أن تضلوا السبيل يعني : طريق الهدى .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية