إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا انظر كيف يفترون على الله الكذب وكفى به إثما مبينا ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا
إن الله لا يغفر أن يشرك به أي : يعدل به غيره ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء يحيى : عن عن سفيان الثوري ، أبي الزبير ، عن قال : جابر بن عبد الله (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الموجبتين ؛ فقال : من مات (لا) يشرك بالله شيئا [ ص: 379 ] دخل الجنة ، ومن مات يشرك بالله شيئا دخل النار) .
ألم تر إلى الذين يزكون أنفسهم تفسير هم اليهود زكوا أنفسهم بأمر لم يبلغوه ؛ قالوا : نحن أبناء الله وأحباؤه قتادة : بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون ينقصون فتيلا الفتيل : ما كان في بطن النواة من لحائها .
انظر كيف يفترون على الله الكذب أي : يختلقونه وكفى به إثما مبينا بينا ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت قال الجبت : الكاهن ، والطاغوت : الشيطان . مجاهد : ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا قال الكلبي : هم قوم من اليهود أتوا مكة فسألتهم قريش وأناس من غطفان ؛ فقالت قريش : نحن نعمر هذا المسجد ، ونحجب هذا البيت ، ونسقي الحاج ؛ أفنحن أمثل أم محمد وأصحابه ؟ فقالت اليهود : بل أنتم أمثل . فقال عيينة بن حصن وأصحابه الذين معه . أما قريش فقد عدوا ما فيهم ففضلوا على محمد وأصحابه . فناشدوهم أنحن أهدى أم محمد وأصحابه ؟ فقالوا : لا والله ، بل أنتم أهدى ؛ فقال الله : أولئك الذين لعنهم الله الآية .
قال محمد : يقول : أولئك الذين باعدهم الله من رحمته ، واللعنة أصلها : [ ص: 380 ] المباعدة .