أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا
أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا النقير : النقرة تكون في ظهر النواة .
قال المعنى : أنهم لو أعطوا الملك ، ما أعطوا الناس منه النقير ؛ والنقير ها هنا تمثيل . محمد :
أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله قال الكلبي : الناس في هذه الآية : النبي صلى الله عليه وسلم ؛ قالت اليهود : انظروا إلى هذا الذي [لا يشبع] من الطعام ، [ولا] والله ما له هم إلا النساء حسدوه لكثرة نسائه وعابوه بذلك ؛ فقالوا : لو كان نبيا ما رغب في كثرة النساء ؛ فأكذبهم الله ، فقال : [ ص: 381 ] فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة يعني : النبوة وآتيناهم ملكا عظيما فسليمان بن داوود من آل إبراهيم ، وقد كان عند سليمان ألف امرأة ، وعند داوود مائة امرأة ، فكيف يحسدونك يا محمد على تسع نسوة ؟ ! فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه قال يعني : اليهود منهم من آمن بما أنزل على مجاهد : محمد ، ومنهم من صد عنه ؛ يعني : جحد به وكفى بجهنم سعيرا لمن صد عنه .
كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها قال يحيى : بلغنا أنها تأكل كل شيء حتى تنتهي إلى الفؤاد ؛ فيصيح الفؤاد فلا يريد الله أن تأكل أفئدتهم ؛ فإذا لم تجد شيئا تتعلق به منهم ، خبت - أي : سكنت - ثم يعادون خلقا جديدا ؛ فتأكلهم كلما أعيد خلقهم .
وقوله : وندخلهم ظلا ظليلا قال الحسن : يعني : دائما .