يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون
يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك الآية .
يحيى : عن أبي أمية ، عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شكا إلى ربه من قومه ؛ فقال : يا رب ، إن قومي قد خوفوني ، فأعطني من قبلك آية أعلم أن لا مخافة علي . فأوحى الله إليه أن يأتي وادي كذا فيه شجرة كذا ، فليدع غصنا منها يأته ، فانطلق إلى الوادي ، فدعا غصنا منها فجاء يخط في الأرض خطا حتى انتصب بين يديه ، فحبسه ما شاء الله أن يحبسه ، ثم قال : ارجع كما جئت . فرجع ؛ فقال رسول الله : علمت يا رب أن لا مخافة علي " .
إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من آمن بالله واليوم الآخر يعني : من آمن منهم بمحمد ، ودخل في دينه وشريعته .
قال : اختلف محمد والأجود أنه محمول على التأخير ، ومرفوع بالابتداء ، المعنى : إن الذين آمنوا والذين هادوا من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ، والصابئون والنصارى [ ص: 39 ] كذلك أيضا . القول في رفع (الصابئون)