الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين  وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون  

                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم إلى قوله : [ ص: 43 ] الذي أنتم به مؤمنون تفسير الحسن : أن ثلاثة نفر من أصحاب النبي جعل أحدهم على نفسه ألا يغشى النساء أبدا ، وجعل أحدهم على نفسه لا يفطر نهارا أبدا ، وجعل أحدهم على نفسه لا ينام ليلا أبدا! فكان عثمان بن مظعون ممن جعل على نفسه ألا يغشى النساء ؛ وكانت امرأته تأتي أزواج النبي في شارة حسنة وريح طيبة ؛ فلما جعل عثمان على نفسه ما جعل ، أتتهن في غير تلك الشارة ؛ فأنكرن عليها ، فقالت : إنما تصنع المرأة لزوجها ؛ وإن فلانا وفلانا وفلانا جعلوا على أنفسهم كذا وكذا! فلما جاء رسول الله ذكرن ذلك له ، فغضب وبعث إليهم ، فقال : ألم أحدث عنكم بكذا وكذا ؟ قالوا : بلى . قال : لكني أنا أصوم وأفطر ، وأقوم وأنام ، وأغشى النساء وأدع ؛فمن رغب عن سنتي فليس مني  فاستغفر القوم من ذلك ، وراجعوا أمرهم الأول " .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية