فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا أي : من طين على الاستفهام أي : لا أسجد له ، ثم قال أرأيتك هذا الذي كرمت علي وأمرتني بالسجود له (لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا) تفسير الحسن : لأهلكنهم بالإضلال إلا قليلا يعني : المؤمنين .
قال الحسن : وهذا القول ظن منه ؛ حيث وسوس إلى آدم فلم يجد له عزما أي : صبرا ، قال : بنو هذا في الضعف مثله .
قال محمد : تقول العرب : قد احتنكت السنة أموالهم ؛ إذا استأصلتها ، واحتنك فلان ما عند فلان من العلم ؛ إذا استقصاه .
وقوله : أرأيتك هو في معنى : أخبرني ، والجواب محذوف ، المعنى : أخبرني من هذا الذي كرمت علي ؛ لم كرمته علي وقد خلقتني من نار وخلقته من طين ؟ ! فحذف هذا ؛ لأن في الكلام دليلا عليه .
فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا قال مجاهد : يعني : وافرا :
[ ص: 30 ] قال محمد : يقال : وفرت عليه ماله أفره فهو موفور ؛ أي : موفر ، ومن هذا قول زهير : -
ومن يجعل المعروف من دون عرضه يفره ومن لا يتق الشتم يشتم
قوله : واستفزز من استطعت منهم بصوتك تفسير الحسن : هو الدف والمزمار .
قال محمد : ومعنى (استفزز) : استخف . وأجلب عليهم بخيلك ورجلك قال مجاهد : كل راكب في معصية الله فهو من خيل إبليس ، وكل ماش في معصية الله فهو من رجل إبليس وشاركهم في الأموال والأولاد تفسير مجاهد : (في الأموال) يعني : ما كان من مال بغير طاعة الله ، و(الأولاد) يعني : أولاد الزنا وعدهم بالأماني ؛ فإنه لا بعث ولا جنة ولا نار ، وهذا وعيد من الله للشيطان كقول الرجل لصاحبه : اذهب فاجهد علي جهدك ، وليس على وجه الأمر له به . قال : وما يعدهم الشيطان إلا غرورا .
[ ص: 31 ]


