وهي مكية كلها تفسير سورة الكهف ،
(بسم الله الرحمن الرحيم)
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا قيما لينذر بأسا شديدا من لدنه ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا ماكثين فيه أبدا وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا
قوله : الحمد لله حمد نفسه ، وهو الحميد الذي أنزل على عبده محمد الكتاب القرآن ولم يجعل له عوجا يقول : لا عوج فيه ولا اختلاف لينذر بأسا شديدا من لدنه أي : بعذاب شديد من لدنه ؛ أي : من عنده ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا عند الله في الجنة ماكثين فيه أبدا .
ما لهم به من علم أن لله ولدا ولا لآبائهم الذين كانوا في الشرك كبرت كلمة تخرج من أفواههم كلمة) بالنصب ، وكان الحسن يقرؤها (كلمة) بالرفع ؛ وتفسيرها : كبرت تلك الكلمة كلمة أن قالوا أن لله ولدا .
[ ص: 48 ] قال : ومن قرأها بالنصب ، فهو على التمييز ؛ بمعنى : كبرت مقالتهم : اتخذ الله ولدا كلمة . محمد
فلعلك باخع نفسك أي : قاتل نفسك على آثارهم أي : من بعدهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث يعني : القرآن أسفا أي : حزنا عليهم .
قال : (أسفا) منصوب مصدر في موضع الحال . محمد
لنبلوهم لنختبرهم أيهم أحسن عملا أي : أطوع لله .
وإنا لجاعلون ما عليها ما على الأرض صعيدا جرزا قال : قتادة الجرز : التي ليس فيها شجر ولا نبات .
قال : يقال : أرض جرز ، وأرضون أجراز ، والصعيد عند العرب : المستوي . محمد