واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا أولئك لهم جنات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا
[ ص: 57 ] لا مبدل لكلماته لا يغير في الآخرة بخلاف ما قال في الدنيا ولن تجد من دونه ملتحدا قال : يعني [موئلا] قال : ملتحدا ؛ أي : نصيرا ؛ يقال : لحدت وألحدت بمعنى : عدلت . قتادة
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي قال : هما الصلاتان : صلاة الفجر ، وصلاة العصر ، وبعدهما فرضت الصلوات قبل خروج النبي من قتادة مكة إلى المدينة بسنة ولا تعد عيناك عنهم محقرة لهم تريد زينة الحياة الدنيا .
قال : ومعنى (لا تعد) : لا تصرف بصرك عنهم إلى غيرهم . محمد
قال يحيى : نزلت في سلمان الفارسي وصهيب وخباب بن الأرت قال المشركون للنبي عليه السلام : إن أردت أن نجالسك فاطرد عنا هؤلاء القوم . وسالم مولى أبي حذيفة
[ ص: 58 ] يحيى : عن أشعث ، عن يعلى بن عطاء ، عن (عمرو) بن عاصم ، عن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عبد الله بن عمرو ومن إعطاء المال سحا " . لذكر الله بالغداة والعشي أفضل من حطم السيوف في سبيل الله
يحيى عن عن الربيع بن صبيح ، يزيد الرقاشي ، قال : قال رسول الله : أنس بن مالك ولأن أجالس أقواما يذكرون الله بعد صلاة العصر حتى تغيب الشمس أحب إلي من ] أن [ أعتق ثمانية من ولد " لأن أجالس أقواما يذكرون الله بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس أحب إلي من كل ما تطلع عليه الشمس ، إسماعيل " . عن
[ ص: 59 ] قوله : ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه يعني : شهوته وكان أمره فرطا يعني : تضييعا وقل الحق من ربكم قال : يعني : القرآن . قتادة
قال : المعنى : وقل الذي آتيتكم به الحق من ربكم . محمد فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر هذا وعيد ، أي : من آمن دخل الجنة ، ومن كفر دخل النار .
قوله : أحاط بهم سرادقها يعني : سورها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل تفسير : كعكر الزيت . زيد بن أسلم
قال : ما أذيب من الذهب والفضة ، والصفر والرصاص وما أشبه ذلك فهو عند أهل اللغة : مهل . محمد يشوي الوجوه أي : يحرقها إذا أهوى ليشربه بئس الشراب وساءت مرتفقا أي : منزلا ومأوى ، وهذا وعيد لمن كفر .
[ ص: 60 ] قال : (مرتفقا) منصوب على التمييز . محمد
إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إلى قوله : يحلون فيها من أساور من ذهب .
يحيى : عن أن رسول الله عليه السلام قال : " ابن لهيعة إن الرجل من أهل الجنة لو بدا إسواره لغلب على ضوء الشمس " .
وقال : سعيد بن المسيب إسوار من ذهب ، وإسوار من فضة ، وإسوار من لؤلؤ . ليس من أهل الجنة أحد إلا وفي يده ثلاثة أسورة :
[ ص: 61 ] ويلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق وهما نوعان من الحرير .
قال : قيل : إن السندس رقيق الديباج ، والإستبرق ثخينه . محمد متكئين فيها على الأرائك تفسير : الأرائك : السرر عليها الحجال . ابن عباس