الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا  ويوم يقول نادوا شركائي الذين زعمتم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم وجعلنا بينهم موبقا  ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا  ولقد صرفنا في هذا القرآن للناس من كل مثل وكان الإنسان أكثر شيء جدلا  وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قبلا  وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا  

                                                                                                                                                                                                                                      ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وذلك أن المشركين قالوا : إن الملائكة بنات الله ؛  أي : ما أشهدتهم شيئا من ذلك وما كنت متخذ المضلين عضدا أي : أعوانا وجعلنا بينهم يعني : وصلهم الذي كان في الدنيا موبقا أي : مهلكا ، في تفسير بعضهم .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : يقال : وبق الرجل يوبق وبقا ، وأوبقه الله أي : أهلكه .

                                                                                                                                                                                                                                      ورأى المجرمون المشركون النار فظنوا أي : علموا أنهم مواقعوها ولم يجدوا عنها مصرفا أي : معدلا إلى غيرها .

                                                                                                                                                                                                                                      ولقد صرفنا أي : ضربنا في هذا القرآن للناس من كل مثل .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : المعنى : ولقد بينا للناس من كل مثل يحتاجون إليه . وكان الإنسان يعني : الكافر أكثر شيء جدلا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 70 ] قال محمد : هو كقوله : ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق .

                                                                                                                                                                                                                                      وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى ويستغفروا ربهم من شركهم إلا أن تأتيهم سنة الأولين يعني : ما عذب الله به الأمم السالفة أو يأتيهم العذاب قبلا عيانا .

                                                                                                                                                                                                                                      وما نرسل المرسلين إلا مبشرين بالجنة ومنذرين من النار ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق أي : ليذهبوه -فيما يظنون- ولا يقدرون على ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية