الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون  إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون  واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا  إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا  يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا  يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا  

                                                                                                                                                                                                                                      وأنذرهم يوم الحسرة إذ قضي الأمر يعني : إذ وجب العذاب فوقع بأهل النار .

                                                                                                                                                                                                                                      يحيى : عن صاحب له ، عن سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن أبي الزعراء ، عن عبد الله بن مسعود أنه ذكر حديثا في البعث قال : " فليس من نفس إلا وهي تنظر إلى بيت في الجنة وبيت في النار . قال : وهو يوم الحسرة ، فيرى أهل النار البيت الذي في الجنة ، قال : ثم يقال لهم : لو عملتم ؛ فتأخذهم الحسرة ، ويرى أهل الجنة البيت الذي في النار ، قال : فيقال لهم : لولا أن من الله عليكم " .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 97 ] وهم في غفلة في الدنيا ، وهذا كلام مستقبل وهم لا يؤمنون .

                                                                                                                                                                                                                                      إنا نحن نرث الأرض ومن عليها أي : نهلك الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      واذكر في الكتاب إبراهيم أي : اقرأه عليهم إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر يعني : الأصنام يا أبت لا تعبد الشيطان أي : إن عبادة الوثن  عبادة الشيطان .

                                                                                                                                                                                                                                      يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا أي : إذا نزل بك العذاب لم تقبل توبتك ، وما لم ينزل بك فتوبتك مقبولة إن تبت .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : (يا أبت) الوقف عليه بالهاء : (يا أبه) الهاء عوض من ياء الإضافة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية