الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قال فمن ربكما يا موسى  قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى  قال فما بال القرون الأولى  قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى  الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى  كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولي النهى  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 117 ] قال فمن ربكما يا موسى قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى قال الكلبي : أعطاه شكله ، أعطى الرجل المرأة ، والجمل الناقة ، والذكر الأنثى ثم هدى عرفه كيف يأتيها قال فما بال القرون الأولى المعنى : دعاه موسى إلى الإيمان بالبعث ،  فقال له فرعون : فما بال القرون الأولى قد هلكت فلم تبعث قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى لا يضله فيذهب ، ولا ينسى ما فيه ، هذا تفسير الحسن .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : من قرأ (يضل) بفتح الياء ، فهو من قولك : ضللت الشيء أضله ، إذا جعلته في مكان لم تدر أين هو .

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ (يضل) بضم الياء ، فهو من قولك : أضللت الشيء ، ومعنى أضللته : أضعته .

                                                                                                                                                                                                                                      الذي جعل لكم الأرض مهدا أي : بساطا وسلك لكم فيها سبلا أي : جعل لكم فيها طرقا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا أصنافا من نبات شتى أي : مختلف ، فالذي ينبت هذه الأزواج الشتى قادر على أن يبعثكم بعد الموت .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 118 ] إن في ذلك لآيات لأولي النهى العقول .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : واحد النهى : نهية ، يقال : فلان ذو نهية ؛ أي : ذو عقل ينتهي به عن القبائح .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية