منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ولقد أريناه آياتنا كلها فكذب وأبى قال أجئتنا لتخرجنا من أرضنا بسحرك يا موسى فلنأتينك بسحر مثله فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى قال موعدكم يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى فتولى فرعون فجمع كيده ثم أتى قال لهم موسى ويلكم لا تفتروا على الله كذبا فيسحتكم بعذاب وقد خاب من افترى فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى قالوا إن هذان لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم بسحرهما ويذهبا بطريقتكم المثلى فأجمعوا كيدكم ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم من استعلى
ولقد أريناه آياتنا كلها يعني : التسع .
فاجعل بيننا وبينك موعدا لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا سوى قال : يعني : منصفا . مجاهد
قال : يعني : يكون النصف فيما بين المكانين . محمد
قال موعدكم يوم الزينة يعني : يوم عيد كان لهم يجتمعون فيه ضحى فتولى فرعون فجمع كيده يعني : ما جمع من سحرة فيسحتكم بعذاب أي : يستأصلكم فتنازعوا أمرهم بينهم أي : تناظروا ، يعني : السحرة [ ص: 119 ] وأسروا النجوى أخفوا الكلام ، قالت السحرة : إن كان هذا الرجل ساحرا ؛ فإنا سنغلبه ، وإن يك من السماء كما زعم فله أمر .
إن هذان لساحران يعني : موسى وهارون .
قال : قوله : محمد هذان بالرفع ؛ ذكر أبو عبيدة أنها لغة لكنانة ، يجعلون ألف الاثنين في الرفع والخفض والنصب على لفظ واحد ، ولأهل العربية فيه كلام كثير ، واختلاف يطول ذكره ، غير الذي ذكر أبو عبيدة . ويذهبا بطريقتكم المثلى أي : بعيشكم الأمثل ، يعني : بني إسرائيل ، وكان بنو إسرائيل في القبط بمنزلة أهل الجزية فينا ؛ يأخذون منهم الخراج ويستعبدونهم فأجمعوا كيدكم أي : سحركم ، يقوله بعضهم لبعض ثم ائتوا صفا أي : تعالوا جميعا وقد أفلح اليوم من استعلى غلب .
[ ص: 120 ]