وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسألون قالوا يا ويلنا إنا كنا ظالمين فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون
( وكم قصمنا أهلكنا من قرية كانت ظالمة مشركة يعني : أهلها وأنشأنا خلقنا .
فلما أحسوا بأسنا رأوا عذابنا ، يعني : قبل أن يهلكوا إذا هم منها من القرية يركضون يفرون ، قال الله : لا تركضوا لا تفروا ، وارجعوا إلى ما أترفتم فيه أي : إلى دنياكم التي أترفتم فيها ومساكنكم لعلكم تسألون من دنياكم شيئا ، أي : لا تقدرون على ذلك ، ولا يكون ذلك ؛ يقال لهم هذا استهزاء بهم .
قالوا يا ويلنا وهذا حين جاءهم العذاب إنا كنا ظالمين قال الله : فما زالت تلك دعواهم أي : فما زال ذلك قولهم ، يعني : يا ويلنا إنا كنا ظالمين .
حتى جعلناهم حصيدا خامدين أي : قد هلكوا وسكنوا .
وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما لاعبين أي : إنما خلقناهما للبعث والحساب ، والجنة والنار لو أردنا أن نتخذ لهوا قال الحسن : اللهو [المرأة] بلسان اليمن لاتخذناه من لدنا أي : من عندنا إن كنا فاعلين أي : وما كنا فاعلين وذلك أن المشركين قالوا : إن الملائكة [ ص: 143 ] بنات الله بل نقذف بالحق بالقرآن على الباطل يعني : (الشرك فيدمغه فإذا هو زاهق ذاهب .
قال : قوله : محمد فيدمغه أي : يكسره ، وأصل هذا إصابة الرأس والدماغ بالضرب ، وهو مقتل . ولكم الويل العذاب مما تصفون قال : لقولهم : إن الملائكة بنات الله . قتادة