وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون لا يسأل عما يفعل وهم يسألون أم اتخذوا من دونه آلهة قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون
وله من في السماوات والأرض ومن عنده يعني : الملائكة . لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون أي : يعيون .
[ ص: 144 ] أم اتخذوا آلهة من الأرض هم ينشرون أي : يحيون الموتى ، (هذا على الاستفهام ، أي : أنهم قد اتخذوا آلهة لا يحيون الموتى) .
قال : يقال : أنشر الله الموتى فنشروا . محمد
لو كان فيهما يعني : في السماوات والأرض آلهة إلا الله غير الله لفسدتا لهلكتا فسبحان الله رب العرش ينزه نفسه عما يصفون يقولون لا يسأل عما يفعل بعباده وهم يسألون والعباد يسألهم الله عن أعمالهم أم اتخذوا من دونه آلهة على الاستفهام ، أي : قد فعلوا ، وهذا الاستفهام وأشباهه استفهام على معرفة . قل هاتوا برهانكم يعني : حجتكم على ما تقولون : إن الله أمركم أن تتخذوا من دونه آلهة ، أي : ليست عندهم بذلك حجة . هذا ذكر من معي قال : يعني : القرآن قتادة وذكر من قبلي يعني أخبار الأمم السالفة وأعمالهم ؛ ليس فيها اتخاذ آلهة دون الله بل أكثرهم يعني : جماعتهم لا يعلمون الحق فهم معرضون عن الحق .
وقالوا اتخذ الرحمن ولدا قال : قالت اليهود : إن الله صاهر إلى الجن ، فكانت من بينهم الملائكة . قال الله : قتادة سبحانه ينزه نفسه عما قالوا بل عباد مكرمون يعني : الملائكة هم كرام على الله لا يسبقونه بالقول فيقولون شيئا لم يقبلوه عن الله يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم تفسير السدي : يعني : يعلم ما كان قبل خلق الملائكة ، وما كان بعد خلقهم [ ص: 145 ] ولا يشفعون إلا لمن ارتضى أي : لمن رضي .